responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 3  صفحه : 240

حكم على مكثر بها بالفاقة [١] ، وأعين من غنى عنها بالرّاحة [٢]. ومن راقه زبرجها أعقبت ناظريه كمها [٣] ، ومن استشعر الشّعف بها ملأت ضميره أشجانا [٤]. لهنّ رقص على سويداء قلبه [٥] همّ يشغله ، وهمّ يحزنه ، كذلك حتّى يؤخذ بكظمه فيلقى بالفضاء [٦] منقطعا أبهراه ، هيّنا على اللّه فناؤه ، وعلى الاحوان إلقاؤه [٧] ، [و] إنّما ينظر المؤمن إلى الدّنيا بعين الاعتبار ويقتات منها ببطن الاضطرار [٨] ، ويسمع فيها بأذن المقت والإبغاض [إن] قيل أثرى قيل أكدى [٩]!! وإن فرح له بالبقاء حزن له بالفناء! هذا ولم يأتهم


[١] المكثر بالدنيا حكم اللّه عليه بالفقر ، لأنه كلما أكثر زاد طمعه وطلبه ، فهو فى فقر دائم إلى ما يطمع فيه

[٢] غنى ـ كرضى ـ : استغنى : وغنى القلب عن الدنيا راحة تامة.

[٣] الزبرج ـ بكسر فسكون فكسر ـ : الزينة ، وراقه : أعجبه وحسن فى عينه ، والكمه ـ محركة ـ : العمى ، فمن نظر لزينتها بعين الاستحسان أعمت عينيه عن الحق

[٤] الشعف ـ بالعين محركة ـ : الولوع وشدة التعلق ، والأشجان : الأحزان

[٥] رقص ـ بالفتح وبالتحريك ـ : حركة واثب ، وسويداء القلب : حبته ، و «لهن» أى : للأشجان فهى تلعب بقلبه

[٦] الكظم ـ محركة ـ : مخرج النفس ، أى : حتى يخنقه الموت فيطرح بالفضاء. والأبهران : وريدا العنق ، وانقطاعهما : كناية عن الهلاك

[٧] إلقاؤه : طرحه فى قبره

[٨] أى : يأخذ من القوت ما يكفى بطن المضطر ، وهو ما يزيل الضرورة

[٩] بيان لحال الانسان فى الدنيا ، فلا يقال «فلان أثرى» ـ أى : استغنى ـ حتى يسمع بعد مدة بأنه أكدى ـ أى : افتقر ـ وصف لقلب الحال

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 3  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست