نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 219
أمّا هذا فهو من مال
اللّه ولا حدّ عليه ، مال اللّه أكل بعضه بعضا ، وأمّا الآخر فعليه الحدّ [الشّديد]
فقطع يده.
٢٧٢ ـ وقال عليه السلام : لو قد استوت
قدماى من هذه المداحض لغيّرت أشياء [١]
٢٧٣ ـ وقال عليه السلام : اعلموا علما
يقينا أنّ اللّه لم يجعل للعبد ـ وإن عظمت حيلته ، واشتدّت طلبته ، وقويت مكيدته ـ
أكثر ممّا سمّى له فى الذّكر الحكيم [٢]
، ولم يحل بين العبد فى ضعفه وقلّة حيلته ، وبين أن يبلغ ما سمّى له فى الذّكر
الحكيم. والعارف لهذا العامل به أعظم النّاس راحة فى منفعة ، والتّارك له الشّاكّ
فيه أعظم النّاس شغلا فى مضرّة ، وربّ منعم عليه مستدرج بالنّعمى [٣] ، وربّ مبتلى مصنوع له بالبلوى ، فزد
أيّها المستمع
والفضة ، وكلاهما
سرق من بيت المال.
[١] المداحض : المزالق
، يريد بها الفتن التى ثارت عليه ، ويقول : إنه لو ثبتت قدماه فى الأمر وتفرغ لغير
أشياء من عادات الناس وأفكارهم التى تبعد عن الشرع الصحيح
[٢] الذكر الحكيم : القرآن
، وليس لانسان أن ينال من الكرامة عند اللّه فوق ما نص عليه القرآن ، ولن يحول
اللّه بين أحد وبين ما عين فى القرآن وإن اشتد طلب الأول وقويت مكيدته الخ ، وضعف
حال الثانى ، فكل مكلف مستطيع أن يؤدى ما فرض اللّه فى كتابه وينال الكرامة
المحمودة له ، وقد يراد من الذكر الحكيم علم اللّه ، أى : ما قدر لك فلن تعدوه ولن
تقصر عنه
[٣] أى : لا يغتر
المنعم عليه بالنعمة فربما تكون استدراجا من اللّه له يمتحن بها
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 219