نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 215
فزع المسلمون إلى
قتال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بنفسه [١] ، فينزل اللّه عليهم النصر به ، ويأمنون
مما كانوا يخافونه بمكانه وقوله «إذا احمر الباس» كناية عن اشتداد الأمر ، وقد قيل
فى ذلك أقوال أحسنها : أنه شبه حمى الحرب بالنار [٢] التى تجمع الحرارة والحمرة بفعلها ولونها
، ومما يقوى ذلك قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وقد رأى مجتلد الناس يوم
حنين [٣] وهى حرب
هوازن : «الآن حمى الوطيس» فالوطيس : مستوقد النار ، فشبه رسول اللّه صلى اللّه
عليه وآله وسلم ما استحر من جلاد القوم [٤] باحتدام النار وشدة
التهابها.
* انقضى هذا الفصل ، ورجعنا إلى سنن
الغرض الأول فى هذا الباب*
٢٦١ ـ وقال عليه السلام : لما بلغه
إغارة أصحاب معاوية على الأنبار ، فخرج بنفسه ماشيا حتى أتى النخيلة [٥] فأدركه
الناس ، وقالوا : يا أمير المؤمنين ، نحن نكفيكهم ، فقال : ما تكفوننى أنفسكم فكيف
تكفوننى غيركم؟ إن كانت الرّعايا قبلى لتشكو حيف رعاتها ، وإنّنى اليوم لأشكو حيف
رعيّتى ، كأنّنى المقود وهم القادة ، أو الموزوع وهم الوزعة [٦]!
[١] فزع المسلمون : لجأوا
إلى طلب رسول اللّه ليقاتل بنفسه
[٢] الحمى ـ بفتح
فسكون ـ مصدر «حميت النار» اشتد حرها