١٩١ ـ وقال عليه السلام : إنّما المرء فى الدّنيا غرض تنتضل فيه
المنايا [٢]
ونهب تبادره المصائب ، ومع كلّ جرعة شرق [٣]
، وفى كلّ أكلة غصص ولا ينال العبد نعمة إلاّ بفراق أخرى ، ولا يستقبل يوما من
عمره إلاّ بفراق آخر من أجله. فنحن أعوان المنون [٤] وأنفسنا
نصب الحتوف فمن أين نرجو البقاء وهذا اللّيل والنّهار لم يرفعا من شىء شرفا [٥] إلاّ
أسرعا الكرّة فى هدم ما بنيا ، وتفريق ما جمعا؟!
١٩٢ ـ وقال عليه السلام : يا ابن آدم ما
كسبت فوق قوتك فأنت فيه خازن لغيرك
[١] يريد احتجاج أبى
بكر رضى اللّه عنه على الأنصار بأن المهاجرين شجرة النبى صلى اللّه عليه وسلم
[٢] الغرض ـ بالتحريك
ـ : ما ينصب ليصيبه الرامى ، و «تنتضل فيه» أى : تصيبه وتثبت فيه : والمنايا ، جمع
منية ، وهى الموت ، والنهب ـ بفتح فسكون ـ : ما ينهب
[٣] الشرق ـ بالتحريك
ـ : وقوف الماء فى الحلق ، أى : مع كل لذة ألم.
[٤] المنون ـ بفتح الميم
ـ الموت : وكلما تقدمنا فى العمر تقربنا منه فنحن بمعيشتنا أعوانه على أنفسنا ، وأنفسنا
نصب الحتوف ـ أى : تجاهها ـ والحتوف : جمع حتف ، أى : هلاك
[٥] الشرف : المكان
العالى ، والمراد به هنا كل ما علا من مكان وغيره
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 196