نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 190
يخاف على غيره بأدنى
من ذنبه ، ويرجو لنفسه بأكثر من عمله ، إن استغنى بطروفتن [١] ، وإن افتقر قنط ووهن ، يقصّر إذا عمل
، ويبالغ إذا سأل ، إن عرضت له شهوة أسلف المعصية [٢] ، وسوّف التّوبة ، وإن عرته محنة انفرج
عن شرائط الملّة [٣]
، يصف العبرة ولا يعتبر [٤] ، ويبالغ فى الموعظة
ولا يتّعظ ، فهو بالقول مدلّ [٥] ، ومن العمل مقلّ ، ينافس
فيما يفنى ، ويسامح فيما يبقى ، يرى الغنم مغرما [٦] ،
والغرم مغنما ، يخشى الموت ، ولا يبادر الفوت [٧]
يستعظم من معصية غيره ما يستقلّ أكثر منه من نفسه ، ويستكثر من طاعته ما يحقره من
طاعة غيره ، فهو على النّاس طاعن ، ولنفسه مداهن ، اللّهو مع
نفسه على اكتسابهما
، وإذا ظن بل توهم لذة حاضرة أو منفعة عاجلة دفعته نفسه إليها وإن هلك
[١] بطر ـ كفرح ـ : اغتر
بالنعمة ، والغرور فتنة ، والقنوط : اليأس ، والوهن : الضعف