نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 19
وأمّا قولك «إنّ
الحرب قد أكلت العرب إلاّ حشاشات أنفس بقيت» ألا ومن أكله الحقّ فإلى الجنّة ، ومن
أكله الباطل فإلى النّار. وأمّا استواؤنا فى الحرب والرّجال فلست بأمضى على الشّكّ
منّى على اليقين ، وليس أهل الشّام بأحرص على الدّنيا من أهل العراق على الآخرة. وأمّا
قولك «إنّا بنو عبد مناف» فكذلك نحن ، ولكن ليس أميّة كهاشم ، ولا حرب كعبد
المطّلب ، ولا أبو سفيان كأبى طالب ، ولا المهاجر كالطّليق [١] ، ولا الصّريح كاللّصيق ، ولا المحقّ
كالمبطل ، ولا المؤمن كالمدغل ، ولبئس الخلف [خلفا] يتبع سلفا هوى فى نار جهنّم. وفى
أيدينا بعد فضل النّبوّة الّتى أذللنا بها العزيز ، ونعشنا بها الذّليل [٢].
[١] الطليق : الذى
أسر فأطلق بالمن عليه أو الفدية ، وأبو سفيان ومعاوية كانا من الطلقاء يوم الفتح ،
والمهاجر : من آمن فى المخافة وهاجر تخلصا منها ، والصريح : صحيح النسب فى ذوى
الحسب ، واللصيق : من ينتمى إليهم وهو أجنبى عنهم ، والصراحة والالتصاق ههنا
بالنسبة إلى الدين ، فالصريح فيه : من أسلم اعتقادا وإخلاصا لم يلجئه إلى ذلك
ملجىء من خوف أو نحوه ، واللصيق فيه : من أسلم تحت السيف أو رغبة فى الدنيا ، وقد
صرح بذلك فى قوله «كنتم ممن دخل فى الدين إما رغبة وإما رهبة» والمدغل : المفسد ،
وقوله «ولبئس الخلف خلفا» فان «خلفا» ساقط من أكثر النسخ ، وذكره من باب الجمع بين
فاعل «نعم وبئس» والتمييز ، والجمهور على منعه ، وأجازه المبرد وجماعة ، ومثله نعم
الفتاة فتاة هند لو بذلت وكثير من أمثاله