responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 3  صفحه : 182

المغترّ بغرورها المخدوع بأباطيلها! أتغترّ بالدّنيا ثمّ تذمّها ، أنت المتجرّم عليها [١] أم هى المتجرّمة عليك؟ متى استهوتك [٢] أم متى غرّتك؟ أبمصارع آبائك من البلى [٣]؟ أم بمضاجع أمّهاتك تحت الثّرى؟! كم علّلت بكفّيك [٤]؟ وكم مرّضت بيديك؟ تبغى لهم الشّفاء [٥] ، وتستوصف لهم الأطبّاء ، [غداة لا يغنى عنهم دواؤك ، ولا يجدى عليهم بكاؤك] لم ينفع أحدهم إشفاقك [٦] ولم تسعف بطلبتك ، ولم تدفع عنه بقوّتك! [و] قد مثّلت لك به الدّنيا نفسك [٧]! وبمصرعه مصرعك. إنّ الدّنيا دار صدق لمن صدقها ، ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزوّد منها [٨] ، ودار موعظة لمن اتّعظ بها ، مسجد أحبّاء اللّه ، ومصلّى ملائكة اللّه ومهبط وحى اللّه ، ومتجر أولياء اللّه ،


[١] تجرم عليه : ادعى عليه الجرم ـ بالضم ـ أى : الذنب

[٢] استهواه : ذهب بعقله وأذله فحيره.

[٣] البلى ـ بكسر الباء ـ : الفناء بالتحلل ، والمصرع : مكان الانصراع ، أى : السقوط ، أى : مكان سقوط آبائك من الفناء ، والثرى : التراب

[٤] علل المريض : خدمه فى علته ، كمرضه : خدمه فى مرضه

[٥] الضمير فى «لهم» يعود على الكثير المفهوم من كم. واستوصف الطبيب : طلب منه وصف الدواء بعد تشخيص الداء

[٦] إشفاقك : خوفك : والطلبة ـ بالكسر ، وبفتح فكسر ـ المطلوب ، وأسعفه بمطلوبه : أعطاه إياه على ضرورة إليه.

[٧] أى : إن الدنيا جعلت الهالك قبلك مثالا لنفسك تقيسها عليه

[٨] أى : أخذ منها زاده للآخرة

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 3  صفحه : 182
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست