نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 121
وينتصف منك للمظلوم
، املك حميّة أنفك [١]
، وسورة حدّك ، وسطوة يدك ، وغرب لسانك ، واحترس من كلّ ذلك بكفّ البادرة [٢] ، وتأخير السّطوة ، حتّى يسكن غضبك
فتملك الاختيار ، ولن تحكم ذلك من نفسك حتّى تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربّك.
والواجب عليك أن تتذكّر ما مضى لمن
تقدّمك من حكومة عادلة ، أو سنّة فاضلة ، أو أثر عن نبيّنا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم
، أو فريضة فى كتاب اللّه ، فتقتدى بما شاهدت ممّا عملنا [به] فيها [٣] ، وتجتهد لنفسك فى اتّباع ما عهدت إليك
فى عهدى هذا ، واستوثقت به من الحجّة لنفسى عليك ، لكيلا تكون لك علّة عند تسرّع
نفسك إلى هواها. وأنا أسأل اللّه بسعة رحمته ، وعظيم قدرته على إعطاء كلّ رغبة [٤] أن
يوفّقنى وإيّاك لما فيه رضاه من الاقامة
[١] يقال «فلان حمى
الأنف» إذا كان أبيا يأنف الضيم ، أى : املك نفسك عند الغضب. والسورة ـ بفتح السين
وسكون الواو ـ : الحدة ، والحد ـ بالفتح ـ : البأس. والغرب ـ بفتح فسكون ـ : الحد
تشبيها له بحد السيف ونحوه
[٢] البادرة : ما
يبدر من اللسان عند الغضب من سباب ونحوه ، وإطلاق اللسان يزيد الغضب اتقادا ، والسكوت
يطفئ من لهبه
[٣] ضمير «فيها» يعود
إلى جميع ما تقدم ، أى : تذكر كل ذلك واعمل فيه مثل ما رأيتنا نعمل ، واحذر
التأويل حسب الهوى