نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 119
فلا تستقيل فيها
دنياك ولا آخرتك.
إيّاك والدّماء وسفكها بغير حلّها ، فإنّه
ليس شىء أدنى لنقمة ، ولا أعظم لتبعة ، ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدّة ، من سفك
الدّماء بغير حقّها ، واللّه سبحانه مبتدىء بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من
الدّماء يوم القيامة ، فلا تقوّينّ سلطانك بسفك دم حرام ، فانّ ذلك ممّا يضعفه ويوهنه
بل يزيله وينقله ، ولا عذر لك عند اللّه ولا عندى فى قتل العمد ، لأنّ فيه قود
البدن [١] ، وإن
ابتليت بخطإ وأفرط عليك سوطك [٢]
أو سيفك أو يدك بالعقوبة ، فانّ فى الوكزة فما فوقها مقتلة ، فلا تطمحنّ بك نخوة
سلطانك عن أن تؤدّى إلى أولياء المقتول حقّهم. وإيّاك والاعجاب بنفسك ، والثّقة
بما يعجبك منها ، وحبّ الأطراء [٣]
فإنّ
التخلص منه ويصعب
عليك أن تسأل اللّه أن يقيلك من هذه المطالبة بعفو عنك فى دنيا أو آخرة بعد ما
تجرأت على عهده بالنقض
[١] القود ـ بالتحريك
ـ : القصاص ، وإضافته للبدن لأنه يقع عليه
[٢] أفرط عليك : عجل
بما لم تكن تريده : أردت تأديبا فأعقب قتلا. وقوله «فان فى الوكزة» تعليل لأفرط ،
والوكزة ـ بفتح فسكون ـ : الضربة بجمع الكف ـ بضم الجيم ، أى : قبضته ـ وهى
المعروفة باللكمة. وقوله «فلا تطمحن» أى : ترتفعن بك كبرياء السلطان عن تأدية
الدية إليهم فى القتل الخطأ ، جواب الشرط
[٣] الاطراء : المبالغة
فى الثناء ، والفرصة ـ بالضم ـ : حادث يمكنك لو سعيت من الوصول لمقصدك ، والعجب فى
الانسان من أشد الفرص لتمكين الشيطان من قصده ـ وهو محق الاحسان ـ بما يتبعه من
الغرور والتعالى بالفعل على من وصل اليه أثره
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 119