نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 112
التّافه [١] لإحكامك الكثير المهمّ ، فلا تشخص همّك
عنهم [٢] ولا تصعّر
خدّك لهم ، وتفقّد أمور من لا يصل إليك منهم ممّن تقتحمه العيون [٣] وتحقره الرّجال ، ففرّغ لأولئك ثقتك [٤] من
أهل الخشية والتّواضع ، فليرفع إليك أمورهم ، ثمّ اعمل فيهم بالإعذار إلى اللّه
يوم تلقاه [٥] ، فإنّ هؤلاء من بين
الرّعيّة أحوج إلى الإنصاف من غيرهم ، وكلّ فأعذر إلى اللّه فى تأدية حقّه إليه ،
وتعهّد أهل اليتم وذوى الرّقّة فى [٦] السّن ممّن لا حيلة
له ، ولا ينصب للمسألة نفسه ، وذلك على الولاة ثقيل [والحقّ كلّه ثقيل] وقد يخفّفه
اللّه على أقوام طلبوا العاقبة فصبّروا أنفسهم ، ووثقوا بصدق موعود اللّه لهم.
واجعل لذوى الحاجات منك قسما [٧] تفرّغ لهم فيه شخصك ، وتجلس لهم
[١] التافه : القليل
لا تعذر بتضييعه إذا أحكمت وأنفقت الكثير المهم.
[٢] «لا تشخص» أى : لا
تصرف همك ـ أى : اهتمامك ـ عن ملاحظة شؤونهم ، و «صعر خده» أماله إعجابا وكبرا
[٤] «فرغ»
أى : اجعل للبحث عنهم أشخاصا يتفرغون لمعرفة أحوالهم يكونون ممن تثق بهم ، يخافون
اللّه ويتواضعون لعظمته لا يأنفون من تعرف حال الفقراء ليرفعوها إليك
[٥] «بالاعذار
إلى اللّه» أى : بما يقدم لك عذرا عنده
[٦] «ذوو
اليتم» : الأيتام. وذوو الرقة فى السن : المتقدمون فيه
[٧] «لذوى الحاجات» أى
: المتظلمين تتفرغ لهم فيه بشخصك للنظر فى مظالمهم
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 3 صفحه : 112