نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 96
لهم أبوابا يسيلون
من مستثارهم كسيل الجنّتين حيث لم تسلم عليه قارّة ، ولم تثبت عليه أكمة ، ولم
يردّ سننه رصّ طود ، ولا حداب أرض ، يذعذعهم اللّه فى بطون أوديته [١] ثمّ يسلكهم ينابيع فى الأرض يأخذ بهم
من قوم حقوق قوم ، ويمكّن لقوم فى ديار قوم ، وايم اللّه ليذوبنّ ما فى أيديهم بعد
العلوّ والتّمكين [٢]
كما تذوب الألية على النّار.
أيّها النّاس ، لو لم تتخاذلوا عن نصر
الحقّ ، ولم تهنوا عن توهين الباطل ، لم يطمع فيكم من ليس مثلكم ، ولم يقو من قوى
عليكم ، لكنّكم تهتم متاه بنى إسرائيل!! ولعمرى ليضعّفنّ لكم التّيه من بعدى
أضعافا [٣]
بما خلّفتم الحقّ وراء ظهوركم ، وقطعتم الأدنى ، ووصلتم الأبعد!! واعلموا أنّكم إن
اتّبعتم الدّاعى لكم سلك بكم منهاج الرّسول ، وكفيتم مؤونة الاعتساف ونبذتم
أى : الانضمام
والتلاصق أى : لم يمنع جريه تلاصق الجبال ، والحداب : جمع حدب ـ بالتحريك ـ وهو :
ما غلظ من الأرض فى ارتفاع
[١] يذعذعهم : يفرقهم
، وبطون الأودية : كناية عن مسالك الاختفاء ، «ثم يسلكهم ينابيع فى الأرض» أى : إنهم
يسرون دعوتهم وينفثونها فى الصدر حتى تثور ثائرتها فى القلوب كما تفور الينابيع من
عيونها ، وقد كان ذلك فى قيام الهاشميين على الأمويين فى زمن مروان الحمار
[٢] الضمير فى «أيديهم»
لبنى أمية. والألية : الشحمة.
[٣] «ليضعفن لكم
التيه». لتزداد لكم الحيرة أضعاف ما هى لكم الآن
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 96