نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 94
مجتنيها ، ويطاف على
نزّالها فى أفنية قصورها بالأعسال المصفّقة [١]
والخمور المروّقة ، قوم لم تزل الكرامة تتمادى بهم حتّى حلّوا دار القرار [٢] وأمنوا نقلة الأسفار. فلو شغلت قلبك
أيّها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة [٣] لزهقت نفسك شوقا إليها ، ولتحمّلت من
مجلسى هذا إلى مجاورة أهل القبور استعجالا بها ، جعلنا اللّه وإيّاكم ممّن سعى [بقلبه]
إلى منازل الأبرار برحمته.
قال الشريف : تفسير بعض ما جاء فيها من
الغريب «يؤر بملاقحة» الأر : كناية عن النكاح ، يقال : أر المرأة يؤرها ، أى :
نكحها ، وقوله «كأنه قلع دارى عنجه
نوتيه» : القلع : شراع السفينة ، «ودارى» منسوب إلى دارين ، وهى بلدة على البحر
يجلب منها الطيب. و «عنجه» أى : عطفه ، يقال : عنجت الناقة ـ كنصرت ـ أعنجها عنجا
، إذا عطفتها والنوتى : الملاح ، وقوله «ضفتى جفونه» أراد جانبى جفونه ، والضفتان
: الجانبان ، وقوله «وفلذ الزبرجد» الفلذ : جمع فلذة ، وهى القطعة.