نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 87
من مختلف صور
الأطيار [١]
الّتى أسكنها أخاديد الأرض ، وخروق فجاجها وراسى أعلامها ، من ذات أجنحة مختلفة ،
وهيئات متباينة ، مصرّفة فى زمام التّسخير [٢]
ومرفرفة بأجنحتها فى مخارق الجوّ المنفسح والفضاء المنفرج ، كوّنها بعد أن لم تكن
فى عجائب صور ظاهرة ، وركّبها فى حقاق مفاصل محتجبة [٣] ومنع بعضها بعبالة خلقه أن يسمو فى
السّماء خفوفا ، وجعله يدفّ دفيفا ، ونسقها على اختلافها فى الأصابيغ [٤] بلطيف
قدرته ، ودقيق صنعته ، فمنها مغموس فى قالب [٥] لون لا يشوبه غير
لون ما غمس فيه ، ومنها مغموس فى لون صبغ
وحدانيته لظهورها
ووضوحها بمنزلة من يصيح بنا بصوت مسموع ينادينا إلى الايمان
[١] ذرأ : خلق. والأخاديد
: جمع أخدود ، وهو الشق فى الأرض ، والخروق : جمع خرق ، وهى الأرض الواسعة تتخرق
فيها الرياح. والفجاج : جمع فج ، وهو الطريق الواسع ، وقد يستعمل فى متسع الفلا ،
والأعلام : جمع علم ـ بالتحريك ـ وهو الجبل
[٢] يصرفها اللّه فى
أطوار مختلفة : تنتقل فيها بزمام تسخيره واستخدامه لها فيما خلقها لأجله ، ومرفرفة
: من «رفرف الطائر» إذا بسط جناحيه ، والمخارق : جمع مخرق ، وهى الفلاة ، وشبه
الجو بالفلاة للسعة فيهما
[٣] الحقاق ـ ككتاب
ـ : جمع حق ـ بالضم ـ وهو مجتمع المفصلين ، واحتجاب المفاصل : استتارها باللحم والجلد
، والعبالة : الضخامة ، ويسمو : يرتفع ، وخفوفا : سرعة وخفة ، ودفيف الطائر : مروره
فويق الأرض ، أو أن يحرك جناحيه ورجلاه فى الأرض ، ويدف : بكسر الدال
[٤] نسقها : رتبها ، والأصابيغ
: جمع أصباغ ـ بفتح الهمز ـ جمع صبغ ـ بالكسر ـ وهو اللون ، أو ما يصبغ به
[٥] القالب : مثال تفرغ
فيه الجواهر لتأتى على قدره ، والطائر ذو اللون الواحد كأنما أفرغ فى قالب من
اللون. وقوله «قد طوق» أى : إن جميع بدنه بلون واحد ،
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 87