نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 84
إلى قدر معلوم ، وأجل
مقسوم ، تمور فى بطن أمّك جنينا : لا تحير دعاء ، ولا تسمع نداء ، ثمّ أخرجت من
مقرّك إلى دار لم تشهدها ، ولم تعرف سبل منافعها ، فمن هداك لاجترار الغذاء من ثدى
أمّك؟ وعرّفك عند الحاجة مواضع طلبك وإرادتك؟ هيهات! إنّ من يعجز عن صفات ذى
الهيئة والأدوات فهو عن صفات خالقه أعجز ، ومن تناوله بحدود المخلوقين أبعد.
١٥٩ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
لما اجتمع الناس عليه وشكوا مما نقموه [١] على عثمان ، وسالوه
مخاطبته عنهم واستعتابه لهم ، فدخل عليه
فقال : ـ
إنّ النّاس ورائى ، وقد استسفرونى بينك
وبينهم [٢]
وو اللّه ما أدرى ما أقول لك؟! ما أعرف شيئا تجهله ، ولا أدلّك على شىء لا تعرفه.
إنّك لتعلم ما نعلم ، ما سبقناك إلى شىء فنخبرك عنه ، ولا خلونا بشىء فنبلغكه ، وقد
رأيت كما رأينا ، وسمعت كما سمعنا ، وصحبت رسول اللّه كما صحبنا ، وما ابن أبى
قحافة ولا
مبلغ المدة المحددة
للحمل و «تمور» تتحرك و «لا تحير» من قولهم «ما أحار جوابا» أى : مارد ، أى : لا
تسطيع دعاء
[١] نقم عليه فهو
ناقم ، أى : عتب عليه. ونقم الأمر : كرهه ، وبابهما ضرب. وقال الكسائى : نقم من
باب فهم لغة فيهما. وهذه اللفظة تجىء متعدية ولازمة كما رأيت. والاستعتاب : طلب
العتبى ، وهى الرضا