نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 8
المتولّى على كتاب
اللّه تعالى ، وقد قال اللّه سبحانه : «فَإِنْ تَنٰازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اَللّٰهِ وَاَلرَّسُولِ»
فردّه إلى اللّه : أن نحكم بكتابه ، وردّه إلى الرّسول أن نأخذ بسنّته ، فإذا حكم
بالصّدق فى كتاب اللّه فنحن أحقّ النّاس به [١]
، وإن حكم بسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ، فنحن أولاهم به
وأمّا قولكم : لم جعلت بينكم وبينهم
أجلا فى التّحكيم ، فإنّما فعلت ذلك ليتبيّن الجاهل ، ويتثبّت العالم ، ولعلّ
اللّه أن يصلح فى هذه الهدنة أمر هذه الأمّة ، ولا تؤخذ بأكظامها [٢] فتعجل عن تبيّن الحقّ ، وتنقاد لأوّل
الغىّ إنّ أفضل النّاس عند اللّه من كان العمل بالحقّ أحبّ إليه وإن نقصه وكرثه [٣] من الباطل وإن جرّ إليه فائدة وزاده ، أين
يتاه بكم؟ من أين
[١] يريد أنه لما
دعى إلى التحكيم لم يرد أن يكون من الذين قال اللّه عز وجل فى شأنهم : «وَإِذٰا
دُعُوا إِلَى اَللّٰهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذٰا
فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ» بل أجاب
عملا بما ذكره من النص ، ولو حكموا بالحق فى هذه الواقعة لوجدوه أحق بتدبير أمر
الأمة.
[٢] الأكظام : جمع
كظم ـ محركة ـ وهو مخرج النفس ، والأخذ بالأكظام : المضايقة والاشتداد بسلب المهلة
، يقول : كرهت أن أعجل القوم عن التبين والاهتداء ، فيكون إرهاقى لهم وتركى
التنفيس عن خناقهم أدعى إلى فسادهم وأحرى أن يحملهم على ركوب متن الغى وألا يقلعوا
عماهم عليه من القبيح
[٣] كرثه ـ كنصره وضربه
ـ اشتد عليه الغم بحكم الحق ، فان الحزن بالحق
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 8