لبعض أصحابه وقد سأله : كيف دفعكم قومكم
عن هذا المقام وأنتم أحق به؟ فقال :
يا أخا بنى أسد ، إنّك لقلق الوضين [٢] ترسل فى غير سدد! ولك بعد ذمامة الصّهر
وحقّ المسألة ، وقد استعلمت فاعلم : أمّا الاستبداد علينا بهذا المقام ـ ونحن
الأعلون نسبا ، والأشدّون برسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وسلّم ، نوطا [٣] ـ فإنّها كانت أثرة شحّت عليها نفوس
قوم ، وسخت عنها نفوس
[١] الجدد ـ بالتحريك
ـ : المستوى المسلوك ، والقصد : القويم
[٢] الوضين : بطان
يشد به الرحل على البعير كالحزام للسرج ، فاذا قلق واضطرب اضطرب الرحل فكثر تململ
الجمل وقل ثباته فى سيره ، والارسال : الاطلاق والاهمال ، والسدد ـ محركا ـ : الاستقامة
، أى : تطلق لسانك بالكلام فى غير موضعه كحركة الجمل المضطرب فى مشيته ، والذمامة :
الحماية والكفاية ، ومثله الذمام ـ بكسر الذال فيهما ـ ويروى «ولك بعد ماتة الصهر»
وهو اسم فاعل من «مت إليه يمت» والمعنى واحد ، والصهر : الصلة بين أقارب الزوجة وأقارب
الزوج ، وإنما كان للأسدى حماية الصهر لأن زينب بنت جحش زوجة رسول اللّه كانت
أسدية. وليس الصهر أن عليا رضى اللّه عنه قد تزوج من بنى أسد ، كما زعم بعض شارحى
كلامه
[٣] النوط ـ بالفتح
ـ : التعلق ، والأثرة : الاختصاص بالشىء دون مستحقه والمراد بمن سخت نفوسهم عن
الأمر أهل البيت
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 79