نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 78
وأتوكّل على اللّه توكّل الإنابة إليه ،
وأسترشده السّبيل المودّية إلى جنّته ، القاصدة إلى محلّ رغبته [١]. أوصيكم عباد اللّه بتقوى اللّه وطاعته
، فإنّها النّجاة غدا ، والمنجاة أبدا ، رهّب فأبلغ ، ورغب فأسبغ [٢] ووصف لكم الدّنيا وانقطاعها وزوالها وانتقالها
، فأعرضوا عمّا يعجبكم فيها لقلّة ما يصحبكم منها.
أقرب دار من سخط اللّه ، وأبعدها من
رضوان اللّه! فغضّوا عنكم عباد اللّه غمومها وأشغالها لما أيقنتم به من فراقها وتصرّف
حالها ، فاحذروها حذر الشّفيق النّاصح [٣]
والمجدّ الكادح ، واعتبروا بما قد رأيتم من مصارع القرون قبلكم : قد تزايلت
أوصالهم [٤] وزالت أبصارهم وأسماعهم
، وذهب شرفهم وعزّهم ، وانقطع سرورهم ونعيمهم ، فبدّلوا بقرب الأولاد فقدها ، وبصحبة
الأزواج مفارقتها ، لا يتفاخرون ، ولا يتناسلون ، ولا يتزاورون ، ولا
والمآب : المرجع ،
مصدر ميمى من «آب يؤوب» إذا رجع وعاد. والوبيل : ذو الوبال ، وهو الهلاك
[١] الانابة : مصدر «أناب
ينيب» أى : رجع. والسبيل : الطريق ، يذكر ويؤنث ، وقوله «القاصدة» صفة ثانية
للطريق ، ومعناها فى الأصل ضد الجائرة ، وأراد منها ههنا المؤدية والمفضية ولذلك
عداها بالى