نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 76
زلفته. فلينظر ناظر
بعقله أكرم اللّه محمّدا بذلك أم أهانه؟! فإن قال : «أهانه» فقد كذب وأتى بالافك
العظيم ، وإن قال : «أكرمه» فليعلم أنّ اللّه [قد] أهان غيره حيث بسط الدّنيا له ،
وزواها عن أقرب النّاس منه ، فتأسّى متأسّ بنبيّه [١] واقتصّ أثره ، وولج مولجه ، وإلاّ فلا
يأمن الهلكة ، فإنّ اللّه جعل محمّدا ، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، علما للسّاعة
[٢] ومبشّرا
بالجنّة ، ومنذرا بالعقوبة : خرج من الدّنيا خميصا [٣] وورد الآخرة سليما ، لم يضع حجرا على
حجر حتّى مضى لسبيله ، وأجاب داعى ربّه ، فما أعظم منّة اللّه عندنا حين أنعم
علينا به سلفا نتّبعه ، وقائدا نطأ عقبه [٤] واللّه لقد رقعت
مدرعتى هذه حتّى استحييت من راقعها [٥] ولقد قال لى قائل : ألا
تنبذها عنك؟ فقلت : اغرب عنّى [٦] «فعند
الصّباح يحمد القوم السّرى»
[١] فتأسى : خبر
يريد به الطلب ، أى : فليقتد مقتد بنبيه
[٢] العلم ـ بالتحريك
ـ العلامة ، أى : إن بعثته دليل على قرب الساعة ، حيث لا نبى بعده
[٣] «خميصا» أى : خالى
البطن ، كناية عن عدم التمتع بالدنيا
[٤] العقب ـ بفتح فكسر ـ
مؤخر القدم ، ووطء العقب : مبالغة فى الاتباع والسلوك على طريقه : نقفوه خطوة خطوة
، حتى كاننا نطأ مؤخر قدمه