نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 68
اعلموا ، عباد اللّه
، أنّ عليكم رصدا من أنفسكم [١]
، وعيونا من جوارحكم ، وحفّاظ صدق يحفظون أعمالكم وعدد أنفاسكم ، لا تستركم منهم
ظلمة [ليل] داج ، ولا يكنّكم منهم باب ذو رتاج [٢]
، وإنّ غدا من اليوم قريب.
يذهب اليوم بما فيه ، ويجىء الغد لاحقا
به ، فكأنّ كلّ امرىء منكم قد بلغ من الأرض منزل وحدته [٣] ، ومخطّ حفرته ، فيا له من بيت وحدة ،
ومنزل وحشة ، ومفرد غربة! وكأنّ الصّيحة قد أتتكم ، والسّاعة قد غشيتكم وبرزتم
لفصل القضاء ، قد زاحت عنكم الأباطيل [٤] ، واضمحلّت عنكم
العلل واستحقّت بكم الحقائق ، وصدرت بكم الأمور مصادرها ، فاتّعظوا بالعبر ، واعتبروا
بالغير ، وانتفعوا بالنّذر.
[١] الرصد : جمع
راصد ، مثل حرس فى جمع حارس ، يريد به رقيب الذمة وواعظ السر الروحى الذى لا يغفل
عن التنبيه ولا يخطىء فى الأنذار والتحذير ، حتى لا تكون من مخطىء خطيئة إلا ويناديه
من سره مناد يعنفه على ما ارتكب ، ويعيبه على ما اقترف ، ويبين له وجه الحق فيما
فعل ، ولا تعارضه علل الهوى ، ولا يخفف مرارة نصحه تلاعب الأوهام ، وأى حجاب يحجب
الانسان عن سره؟؟!!
[٢] الرتاج ـ ككتاب
ـ : الباب العظيم إذا كان محكم الغلق