responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 67

لا يمنع أهله ، ولا يحرز من لجأ إليه [١]. ألا وبالتّقوى تقطع حمة الخطايا [٢] وباليقين تدرك الغاية القصوى.

عباد اللّه ، اللّه اللّه فى أعزّ الأنفس عليكم ، وأحبّها إليكم ، فإنّ اللّه قد أوضح لكم سبيل الحقّ وأنار طرقه. فشقوة لازمة ، أو سعادة دائمة ، فتزوّدوا فى أيّام الفناء [٣] لأيّام البقاء ، قد دللتم على الزّاد ، وأمرتم بالظّعن [٤] ، وحثثتم على المسير ، فإنّما أنتم كركب وقوف ، لا تدرون متى تؤمرون بالمسير.

ألا فما يصنع بالدّنيا من خلق للآخرة؟ وما يصنع بالمال من عمّا قليل يسلبه ، وتبقى عليه تبعته وحسابه؟! [٥]

عباد اللّه ، إنّه ليس لما وعد اللّه من الخير مترك ، ولا فيما نهى عنه من الشّرّ مرغب! عباد اللّه ، احذروا يوما تفحص فيه الأعمال ، ويكثر فيه الزّلزال ، وتشيب فيه الأطفال.


[١] «لا يحرز» أى : لا يحفظ ، و «لجأ إليه» اعتصم به

[٢] الحمة ـ بضم ففتح ـ فى الأصل : إبرة الزنبور والعقرب ونحوها تلسع بها ، والمراد هنا سطوة الخطايا على النفس

[٣] يريد أيام الدنيا

[٤] المراد بالظعن المأمور به ههنا : السير إلى السعادة بالأعمال الصالحة ، وهذا ما حثنا اللّه عليه. والمراد بالمسير الذى لا ندرى متى نؤمر به : هو مفارقة الدنيا. والأمر فى الأول خطابى شرعى ، وفى الثانى فعلى تكوينى

[٥] تبعته : ما يتعلق به من حق الغير فيه

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست