نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 66
١٥٢ ـ ومن خطبة له عليه
السّلام
الحمد للّه الّذى جعل الحمد مفتاحا
لذكره ، وسببا للمزيد من فضله ، ودليلا على آلائه وعظمته
عباد اللّه ، إنّ الدّهر يجرى بالباقين
كجريه بالماضين ، لا يعود ما قد ولّى منه ، ولا يبقى سرمدا ما فيه. آخر فعاله
كأوّله ، متسابقة أموره [١]
متظاهرة أعلامه ، فكأنّكم بالسّاعة تحدوكم حدو الزّاجر بشوله ، فمن شغل نفسه بغير
نفسه تحيّر فى الظّلمات ، وارتبك فى الهلكات ، ومدّت به شياطينه فى طغيانه ، وزيّنت
له سيّىء أعماله ، فالجنّة غاية السّابقين ، والنّار غاية المفرّطين.
اعلموا عباد اللّه ، أنّ التّقوى دار
حصن عزيز ، والفجور دار حصن ذليل :
[١] تتسابق أمور
الدهر ـ أى : مصائبه ـ كأن كلا منها يطلب النزول قبل الآخر ، فالسابق منها مهلك ،
والمتأخر لاحق له فى مثل أثره ، والأعلام : هى الرايات ، كنى بها عن الجيوش وتظاهرها
وتعاونها ، والساعة : القيامة ، وحدوها : سوقها وحثها لأهل الدنيا على المسير
للوصول إليها. وزاجر الأبل : سائقها. والشول ـ بالفتح جمع شائلة ، على غير قياس ،
وهى من الأبل : ما خف لبنها ، وارتفع ضرعها ، ومضى عليها من حملها أو وضعها سبعة
أشهر أو ثمانية ، فأما الشائل ـ بغير هاء ـ فهى الناقة تشول بذنبها للقاح ـ أى : ترفعه
ـ ولا لبن لها أصلا ، وجمعها شول ، مثل راكع وركع ، وقال أبو النجم كأن فى أذنابهن
الشول والزاجر : الذى يزجر الأبل ويسوقها. وتقول : حدوث بابلى حدوا وحداء ، إذا
سقتها وغنيت لها ، ويقال للشمال : حدواء ، لأنها تحدو السحاب ـ أى : تسوقه ـ والمعنى
: إن سائق الشول يعسف بها ولا يتقى سوقها ولا يدارك كما يسوق العشار :
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 66