نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 65
أمّتى سيفتنون من
بعدى» فقلت : يا رسول اللّه ، أوليس [قد] قلت لى يوم أحد حيث استشهد من استشهد من
المسلمين وحيزت عنّى الشّهادة [١]
فشقّ ذلك علىّ فقلت لى «أبشر ، فإنّ الشّهادة من ورائك»؟ فقال لى «إنّ ذلك لكذلك ،
فكيف صبرك إذا [٢]؟»
فقلت : يا رسول اللّه ، ليس هذا من مواطن الصّبر ، ولكن من مواطن البشرى والشّكر [٣] ، وقال «يا علىّ ، إنّ القوم سيفتنون
بعدى بأموالهم ، ويمنّون بدينهم على ربّهم ويتمنّون رحمته ، ويأمنون سطوته ، ويستحلّون
حرامه بالشّبهات الكاذبة والأهواء السّاهية ، فيستحلّون الخمر بالنّبيذ ، والسّحت
بالهديّة ، والرّبا بالبيع» فقلت : يا رسول اللّه ، بأىّ المنازل أنزلهم عند ذلك؟
أبمنزلة ردّة أم بمنزلة فتنة؟ فقال : «بمنزلة فتنة»
بجميع آياتها ،
والذى أراه أن علمه بكون الفتنة لا تنزل والنبى بين أظهرهم كان عند نزول الآية فى
مكة ، ثم شغله عن استخبار الغيب اشتداد المشركين على الموحدين واهتمام هؤلاء برد
كيد أولئك ، ثم بعد ما خفت الوطأة وصفا الوقت لاستكمال العلم سأل هذا السؤال ،
فالفاء لترتب السؤال على العلم ، والعلم كان ممتدا إلى يوم السؤال فهى لتعقيب قوله
لعلمه ، والتعقيب يصدق بأن يكون ما بعد الفاء غير منقطع عما قبلها ، وإن امتد زمن
ما قبلها سنين. تقول : تزوج فولد له ، وحملت فولدت