نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 61
المضيئة نورا تهتدى
به فى مذاهبها ، وتصل بعلانية برهان الشّمس إلى معارفها ، وردعها تلألؤ ضيائها عن
المضىّ فى سبحات إشراقها [١]
وأكنّها فى مكامنها عن الذّهاب فى بلج ائتلاقها [٢] فهى مسدلة الجفون بالنّهار على أحداقها
، وجاعلة اللّيل سراجا تستدلّ به فى التماس أرزاقها ، فلا يردّ أبصارها إسداف
ظلمته [٣] ، ولا تمتنع
من المضىّ فيه لغسق دجنّته ، فإذا ألقت الشّمس قناعها ، وبدت أوضاح نهارها [٤] ،
ودخل من إشراق نورها على الضّباب فى وجارها [٥] أطبقت الأجفان على
مآقيها [٦] وتبلّغت بما اكتسبت
من فىء ظلم لياليها [٧].
فسبحان من جعل اللّيل لها نهارا ومعاشا ، والنّهار سكنا وقرارا ، وجعل لها أجنحة
من لحمها تعرج بها عند الحاجة إلى الطّيران كأنّها شظايا الآذان [٨]