نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 59
خبث ظاهره خبث باطنه
، وقد قال الرّسول الصّادق ، صلّى اللّه عليه وسلّم : «إنّ اللّه يحبّ العبد [١] ويبغض عمله ، ويحبّ العمل ويبغض بدنه».
واعلم أنّ لكلّ عمل نباتا ، وكلّ نبات لا غنى به عن الماء ، والمياه مختلفة : فما
طاب سقيه طاب غرسه وحلت ثمرته ، وما خبث سقيه خبث غرسه وأمرّت ثمرته [٢]
[١] «إنّ اللّه يحب ـ
الخ» أى : يحب من المؤمن إيمانه ، ويبغض ما يأتيه من سيئات الأعمال ، ولا يفيده
ذلك الحب مع هذا البغض إلا عذابا يتطهر به من خبث أعماله ، ويحب من الكافر عمله ـ إن
كان حسنا ـ ويبغض ذاته لالتياثها بدنس الكفر ، ولا ينتفع بالعمل المحبوب إلا نفعا
موقتا فى الدنيا ، وله فى الآخرة عذاب عظيم. فلا يكمل للانسان حظه من السعادة إلا
إذا كان مؤمنا طيب العمل
[٢] السقى ـ بفتح
السين ـ مصدر قولك «سقيت الأرض» وبكسر السين النصيب من الماء ، و «أمر الشىء» صار
مرا ، وهذا الكلام مثل فى الاخلاص وضده ـ وهو الرياء وحب السمعة ـ فكل عمل يكون
مدده الاخلاص لوجهه تعالى فانه يكون زاكيا حلوا جناه طيبة ثمرته ، وكل عمل يكون
الباعث عليه الرياء وحب السمعة فانه لا يزكو وتكون ثمرته مرة المذاق
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 59