نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 58
ونطق الضّالّون
المكذّبون. نحن الشّعار [١]
والأصحاب ، والخزنة والأبواب ولا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها ، فمن أتاها من غير
أبوابها سمّى سارقا
منها
: فيهم كرائم القرآن [٢] ، وهم كنوز الرّحمن ، إن نطقوا صدقوا وإن
صمتوا لم يسبقوا [٣]
، فليصدق رائد أهله [٤] ، وليحضر عقله ، وليكن
من أبناء الآخرة فانّه منها قدم ، وإليها ينقلب [٥] فالنّاظر
بالقلب العامل بالبصر يكون مبتدا عمله أن يعلم : أعمله عليه أم له؟ فان كان له مضى
فيه ، وإن كان عليه وقف عنه ، فانّ العامل بغير علم كسائر فى غير طريق ، فلا يزيده
بعده عن الطّريق إلاّ بعدا من حاجته ، والعامل بالعلم كسائر على الطّريق الواضح ، فلينظر
ناظر أسائر هو أم راجع واعلم أنّ لكلّ ظاهر باطنا على مثاله ، فما طاب ظاهره طاب
باطنه ، وما
[١] الشعار : ما يلى
البدن من الثياب. والمراد بطانة النبى صلّى اللّه عليه وسلم
[٢] الضمير لآل
النبى ، والكرائم : جمع كريمة ، والمراد أنه قد أنزلت فى مدحهم آيات كريمات ، والقرآن
كريم كله ، وهذه كرائم
[٣] لم يسبقهم أحد
إلى الكلام وهم سكوت ، أى : يهاب سكوتهم فلم يجرأ أحد على الكلام فيما سكتوا عنه
[٤] الرائد : الذاهب من
الحى يرتاد لهم المرعى ، وفى أمثالهم «الرائد لا يكذب أهله» وقد استعمل النبى صلّى
اللّه عليه وسلم هذا المثل فى خطبه
[٥] لا شك أن الآخرة
الآن لعدم وقوعها هى عدم محض ، والانسان قد خلق من العدم ، وهو إلى العدم راجع ، فمن
هنا صح قوله إن الانسان قدم من الآخرة وإلى الأخرة ينقلب
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 58