نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 56
نطق ، أو تخوّف من
صدق. فأفق أيّها السّامع من سكرتك ، واستيقظ من غفلتك! واختصر من عجلتك [١] ، وأنعم الفكر فيما جاءك على لسان
النّبىّ الأمّىّ ، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، ممّا لا بدّ منه ، ولا محيص [٢] عنه ، وخالف من خالف ذلك إلى غيره ، ودعه
وما رضى لنفسه ، وضع فخرك ، واحطط كبرك ، واذكر قدرك ، فإنّ عليه ممرّك ، وكما
تدين تدان ، وكما تزرع تحصد ، وكما قدّمت اليوم تقدم عليه غدا ، فامهد لقدمك [٣] وقدّم ليومك.
فالحذر الحذر أيّها المستمع ، والجدّ
الجدّ أيّها الغافل «وَلاٰ
يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ» إنّ من
عزائم اللّه فى الذّكر الحكيم الّتى عليها يثيب ويعاقب ، ولها يرضى ويسخط ، أنّه
لا ينفع عبدا ـ وإن أجهد نفسه وأخلص فعله ـ أن يخرج من الدّنيا لاقيا ربّه بخصلة
من هذه الخصال لم يتب منها : أن يشرك باللّه فيما افترض عليه من عبادته ، أو يشفى
غيظه بهلاك نفس ، أو يعرّ بأمر فعله
[١] أى : لا تكن
عجلتك شديدة ، بل إذا كانت لك عجلة فلتكن شيئا يسيرا. وقوله «أنعم الفكر الخ» معناه
دقق بفكرك وأصل هذه العبارة قولك «أنعمت سحق الحجر» ومن الناس من يجعل «أنعم» مقلوبا
عن «أمعن»
[٢] «لا محيص عنه» أى
: لا مفر ولا مهرب منه ، تقول : حاص عنه يحيص ـ من باب باع ـ حيصا وحيوصا ومحيصا ومحاصا
وحيصانا ، أى : عدل وحاد وهرب
[٣] مهد ـ كمنع ـ بسط.
وأصله من «مهد الفراش» إذا بسطه ووطأه. وتمهيد الأمور تسويتها وإصلاحها. وتمهيد
العذر : بسطه وقبوله
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 56