نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 50
فترة [١] ويموتون على كفرة ، ثمّ إنّكم معشر
العرب أغراض بلايا قد اقتربت فاتّقوا سكرات النّعمة ، واحذروا بوائق النّقمة [٢] ، وتثبّتوا فى قتام العشوة [٣] واعوجاج الفتنة ، عند طلوع جنينها ، وظهور
كمينها ، وانتصاب قطبها ، ومدار رجاها : تبدو فى مدارج خفيّة ، وتؤول إلى فظاعة
جليّة ، شبابها كشباب الغلام [٤] وآثارها كآثار
السّلام. تتوارثها الظّلمة بالعهود ، أوّلهم قائد لآخرهم ، وآخرهم مقتد بأوّلهم ، يتنافسون
فى دنيا دنيّة ، ويتكالبون على جيفة مريحة [٥] وعن قليل يتبرّأ
التّابع من المتبوع ، والقائد من المقود
«٤ ـ ن ـ ج ـ ٢» و «الجفوة
الجافية» : غلظ الطبع وبلادة الفهم. «ويستذلون الحكيم» يضيمون العقلاء الداعين إلى
الخير لامتلاك الشرور أنفسهم ، وغلبة الهوى عليهم
[١] خلو من الشرائع
الألهية : لا يعرفون منها شيئا لعدم الرسول المبلغ ، ثم يغيرون ويبدلون ، ويتخذون
الأصنام آلهة ، والأهواء شريعة ، فيموتون كفارا
[٢] البوائق : جمع
بائقة ، وهى الداهية ، والفائلة. وفى الحديث «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره
بوائقه» أى : غائلته وشره. وتقول : باقته الداهية ، أى : أصابته
[٣] القتام ـ كسحاب
ـ : الغبار ، والعشوة ـ بالضم ، ويكسر ويفتح ـ : ركوب الأمر على غير بيان ، و «اعوجاج
الفتنة» أخذها فى غير القصد ، وعدولها عن المنهج. والجنين : المستتر. والكمين : مثله
[٤] شاب كل شىء ـ بفتح
الشين ـ أوله ، أى : بداياتها فى عنفوان وشدة كشباب الغلام وفتوته ، وقال ابن أبى
الحديد : شبابها كشباب الغلام ـ بالكسر ـ مصدر «شب الفرس والغلام يشب ويشب ـ بكسر
الشين وضمها ـ شبابا وشبيبا» إذا قمص ولعب ، «وأشببته أنا» أى : هجته اه والسّلام
ـ بكسر السين ـ : الحجارة ، وآثارها فى الأبدان : الرض والحطم