نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 46
أفياء أغصان ومهبّ
رياح وتحت ظلّ غمام اضمحلّ فى الجوّ متلفّقها وعفا فى الأرض مخطّها [١] ، وإنّما كنت جارا جاوركم بدنى أيّاما
وستعقبون منّى جثّة خلاء [٢]
ساكنة بعد حراك ، وصامتة بعد نطوق. ليعظكم هدوّى وخفوت أطرافى [٣] وسكون أطرافى ، فإنّه أوعظ للمعتبرين
من المنطق البليغ والقول المسموع. وداعيكم وداع امرىء مرصد للتّلاقى [٤] ،
غدا ترون أيّامى ،
[١] الأفياء : جمع
فيىء ، وهو الظل ينسخ ضوء الشمس عن بعض الأمكنة ، واضمحل : ذهب ، والميم زائدة ، ومنه
الضحل وهو الماء القليل. وتقول : اضمحل السحاب ، أى : تقشع وذهب ، ولغة الكلابيين
امضحل ـ بتقديم الميم ـ والمتلفق : المنضم بعضه على بعض ، وعفا : اندرس وذهب ، ومخطها
: مكان ما خطت فى الأرض وضمير «متلفقها» للغمام ، وضمير «مخطها» للرياح ، يريد أنه
كان فى حال شأنها الزوال فزالت ، وما هو بالعجيب
[٣] الخفوت : السكون
، وتقول : خفت خفوتا ، مثل سكن سكونا فى الوزن والمعنى. وتقول : خفت خفاتا ـ بضم
خاء المصدر ـ إذا مات فجأة ، وأطرافه فى الأول : عيناه ، وفى الثانى : يداه ورأسه
ورجلاه ، وقد روى ابن أبى الحديد الأول بالقاف المثناة مكسور الهمزة على أنه مصدر
أطرق ، والثانى بالفاء الموحدة وفتح الهمزة أوله على أنه جمع طرف ، قال : «وإطراقه
: إرخاؤه عينه ينظر إلى الأرض لضعفه عن رفع جفنه. وسكون أطرافه : هى يداه ورجلاه ورأسه»
اه
[٤] «وداعيكم»
أى : وداعى لكم ، وقد وردت الرواية به أيضا ، والاستعمال على أن «وداعى لكم» أو «وداعى
إياكم» أكثر من «وداعيكم» لكون العامل اسما ، وإن كان مستعملا لانكارة فيه ، ومثله
قول الشاعر ـ :
لئن كان حبك لى
كاذبا
لقد كان حبيك حقا
يقينا
و «مرصد» أى منتظر :
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 46