نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 45
١٤٥ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
قبل موته
أيّها النّاس ، كلّ امرىء لاق ما يفرّ
منه فى فراره ، والأجل مساق النّفس [١]
والهرب منه موافاته. كم أطردت الأيّام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى اللّه إلاّ
إخفاءه. هيهات! علم مخزون ، أمّا وصيّتى فاللّه لا تشركوا به شيئا ، ومحمّد صلّى
اللّه عليه وآله وسلّم فلا تضيّعوا سنّته. أقيموا هذين العمودين ، وأوقدوا هذين
المصباحين ، وخلاكم ذمّ ما لم تشردوا [٢].
حمل كلّ امرىء منكم مجهوده [٣]
، وخفّف عن الجهلة ربّ رحيم ، ودين قويم ، وإمام عليم.
أنا بالأمس صاحبكم ، وأنا اليوم عبرة
لكم ، وغدا مفارقكم ، غفر اللّه لى ولكم.
إن ثبتت الوطأة فى هذه المزلّة فذاك ، وإن
تدحض القدم [٤] فإنّا كنّا فى
هذه تتكرر ، ثم لما
ضاق بهم ذرعا قام فاستعد للقتال ولبس درع النبى صلّى اللّه عليه وآله وسلم ورفع
إلى محمد ابنه رايته السوداء ، وتعرف بالعقاب ، وحمل وحمل معه الناس ، واستحر
القتل من الفريقين ، لا حول ولا قوة إلا باللّه العلى العظيم ، وإنا للّه وإنا
إليه راجعون
[١] مساق النفس تسوقها
إليه أطوار الحياة حتى توافيه
[٢] برئتم من الذم
ما لم تشردوا ـ كتنصروا ـ أى : تنفروا وتميلوا عن الحق
[٣] «حمل كل امرىء ـ
الخ» : هذا وما بعده ماض قصد به الأمر
[٤] قوله «إن ثبتت» : يريد
بثبات الوطأة معافاته من جراحه ، والمزلة : محل الزلل ، و «دحضت القدم». زلت ، وزلقت
، وبابه منع
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 45