نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 37
وأدخلنا وأخرجهم ، بنا
يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ، إنّ الأئمّة من قريش غرسوا فى هذا البطن من هاشم :
لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم
منها : آثروا عاجلا ، وأخّروا آجلا ، وتركوا
صافيا ، وشربوا آجنا [١]
كأنّى أنظر إلى فاسقهم وقد صحب المنكر فألفه وبسىء به ووافقه [٢] حتّى شابت عليه مفارقه ، وصبغت به
خلائقه! [٣]
ثمّ أقبل مزبدا كالتّيّار لا يبالى ما غرّق ، أو كوقع النّار فى الهشيم لا يحفل ما
حرّق!! [٤] أين العقول
المستصبحة بمصابيح الهدى؟ والأبصار اللاّمحة إلى منار التّقوى [٥]؟
أين القلوب الّتى وهبت للّه وعوقدت على طاعة اللّه؟ ازدحموا على الحطام ، وتشاحّوا
على
[١] آثروا : اختاروا.
وأخروا : تركوا. والآجن : الماء المتغير اللون والطعم وفعله أجن يأجن ويأجن ، مثل
ضرب يضرب ونصر ينصر ، وفيه وجه ثالث مثل فرح
[٢] بسىء به ـ كفرح
ـ استأنس به ، و «ناقة بسوء» ألفت الحالب فلم تمنعه وقوله «شابت عليه مفارقه» يريد
أنه قد طال عهده به منذ زمن الصبا إلى أن صار شيخا
[٣] ملكاته الراسخة
فى نفسه ، يريد أن ذلك قد صار طبعا له لا يفارقه ولا ينفك عنه
[٤] الزبد ـ محركا ـ ما
يخرج من الفم كالرغوة ، وتقول «أزبد» إذا خرج منه ذلك ، هذا أصله ، وهو يكنى به عن
الصائل المقتحم. والتيار : معظم اللجة ، ولا يحفل ـ كيضرب ـ لا يبالى
[٥] أصل المنار ما ينصب
فى الطريق ليكون علامة لسالكه ، وفى الحديث «إن للاسلام صوى ومنارا كمنار الطريق»
وفى بعض النسخ «منازل التقوى» جمع منزل أو منزلة
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 37