responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 246

٢٢١ ـ ومن خطبة له عليه السّلام

دار بالبلاء محفوفة ، وبالغدر معروفة ، لا تدوم أحوالها ، ولا تسلم نزّالها [١] ، أحوال مختلفة ، وتارات متصرّفة ، العيش فيها مذموم ، والأمان منها معدوم ، وإنّما أهلها فيها أغراض مستهدفة ، ترميهم بسهامها ، وتفنيهم بحمامها [٢]

واعلموا ، عباد اللّه ، أنّكم وما أنتم فيه من هذه الدّنيا على سبيل من قد مضى قبلكم [٣] ، ممّن كان أطول منكم أعمارا ، وأعمر ديارا ، وأبعد آثارا ، أصبحت أصواتهم هامدة ، ورياحهم راكدة [٤] ، وأجسادهم بالية ، وديارهم خالية ، وآثارهم عافية ، فاستبدلوا بالقصور المشيّدة ، والنّمارق الممهّدة [٥] الصّخور والأحجار المسندة ، والقبور اللاّطئة الملحدة [٦] ، الّتى قد بنى بالخراب


[١] النزال ـ بالضم وتشديد الزاى ـ جمع نازل

[٢] الحمام ـ بالكسر ـ الموت

[٣] أنتم وما تتمتعون به قيام على سبيل الماضيين ، منتهون إلى نهايته ، وهو الفناء ، وبعد الآثار : طول بقائها بعد ذويها

[٤] راكدة : ساكنة ، وركود الريح : كناية عن إبطال العمل وبطلان الحركة «آثارهم عافية» أى : مندرسة

[٥] النمارق : جمع نمرقة ، تطلق على الوسادة الصغيرة أو على الطنفسة ـ أى : البساط ـ ولعله المراد هنا ، والممهدة : المفروشة ، والصخور : مفعول «استبدلوا»

[٦] لطأ بالأرض ـ كمنع وفرح ـ لصق ، والملحدة : من «ألحد القبر» جعل له لحدا ، أى : شقا فى وسطه أو جانبه

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست