نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 247
فناؤها [١] ، وشيد بالتّراب بناؤها ، فمحلّها
مقترب ، وساكنها مغترب ، بين أهل محلّة موحشين ، وأهل فراغ متشاغلين [٢] ، لا يستأنسون بالأوطان ، ولا يتواصلون
تواصل الجيران ، على ما بينهم من قرب الجوار ، ودنوّ الدّار ، وكيف يكون بينهم
تزاور وقد طحنهم بكلكله البلى [٣]
، وأكلنهم الجنادل والثّرى؟ وكأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه [٤] ،
وارتهنكم ذلك المضجع ، وضمّكم ذلك المستودع ، فكيف بكم لو تناهت بكم الأمور [٥] ،
وبعثرت القبور؟ «هُنٰالِكَ
تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مٰا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اَللّٰهِ
مَوْلاٰهُمُ اَلْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مٰا كٰانُوا
يَفْتَرُونَ»
[١] فناء الدار ـ بالكسر
ـ ساحتها وما اتسع أمامها ، وبناء الفناء بالخراب تمثيل لما يتخيله الفكر فى ديار
الموتى من الفناء الدائم إلى نهاية العالم