نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 239
وحمّلوا ثقل أوزارهم
ظهورهم [١]
، فضعفوا عن الاستقلال بها ، فنشجوا نشيجا ، وتجاوبوا نحيبا ، يعجّون إلى ربّهم من
مقام ندم واعتراف ، لرأيت أعلام هدى ، ومصابيح دجى ، قد حفّت بهم الملائكة ، وتنزّلت
عليهم السّكينة ، وفتحت لهم أبواب السّماء ، وأعدّت لهم مقاعد الكرامات ، فى مقام
اطّلع اللّه عليهم فيه فرضى سعيهم ، وحمد مقامهم ، يتسمّون بدعائه روح التّجاوز [٢] رهائن فاقة إلى فضله ، وأسارى ذلّة
لعظمته ، جرح طول الأسى قلوبهم [٣]
، وطول البكاء عيونهم ، لكلّ باب رغبة إلى اللّه منهم يد قارعة ، يسألون من لا
تضيق لديه المنادح [٤] ، ولا يخيب عليه الرّاغبون
، فحاسب نفسك لنفسك ، فإنّ غيرها من الأنفس لها حسيب غيرك
[١] أى : نسبوا ما
صدر عنهم إلى تقصير هممهم عن أداء الواجب عليهم ، ولم يحولوه على ربهم ، فجعلوا
الأوزار حملا على ظهورهم ، فاحسوا بالضعف عن الاستقلال بها ، أى : القيام بحملها ،
ونشج الباكى ينشج ـ كضرب يضرب ـ نشيجا : غص بالبكاء فى حلقه ، والنحيب : أشد
البكاء ، وتجاوبوا به : أجاب بعضهم بعضا يتناحبون ، وعج يعج ـ كضرب ومل ـ : صاح ورفع
صوته ، فهم يصيحون من مواقف الندم والاعتراف بالخطأ
[٢] تنسم النسيم : تشممه
، والروح ـ بالفتح ـ النسيم ، أى : يتوقعون التجاوز بدعائهم له