responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 240

٢١٨ ـ ومن كلام له عليه السّلام

قاله عند تلاوته «يٰا أَيُّهَا اَلْإِنْسٰانُ مٰا غَرَّكَ بِرَبِّكَ اَلْكَرِيمِ» أدحض مسئول حجّة [١] ، وأقطع مغترّ معذرة ، لقد أبرح جهالة بنفسه.

يا أيّها الإنسان ، ما جرّأك على ذنبك ، وما غرّك بربّك ، وما آنسك بهلكة نفسك؟ أما من دائك بلول [٢] ، [أم] ليس من نومك يقظة؟ أما ترحم من نفسك ما ترحم من غيرك؟ فربّما ترى الضّاحى من حرّ الشّمس فتظلّه [٣] ، أو ترى المبتلى بألم يمضّ جسده [٤] فتبكى رحمة له ، فما صبّرك على دائك ، وجلّدك بمصابك ، وعزّاك عن البكاء على نفسك وهى أعزّ الأنفس عليك؟ وكيف لا يوقظك خوف بيات نقمة [٥] وقد تورّطت بمعاصيه مدارج سطواته ، فتداو من داء


[١] أدحض : خبر محذوف ، تقديره الانسان ، ودحضت الحجة ـ كمنع ـ : بطلت ، و «أبرح بنفسه» أى : أعجبته بجهالتها

[٢] بل من مرضه يبل ـ كقل يقل ـ بلولا : حسنت حاله بعد هزال

[٣] ضحا ضحوا : برز فى الشمس ، وفى المختار «ضحى للشمس ـ بكسر الحاء ـ ضحاء ـ بالفتح والمد ـ أى : برز لها ، وضحى يضحى ـ كسعى يسعى ـ ضحاء أيضا ـ بالفتح والمد مثله ـ» اه‌ وفى القاموس «ضحا ضحوا وضحوا وضحيا ـ الأول بفتح فسكون ، والثانى بضمتين ، والثالث بضم فكسر ـ برز للشمس ، وكسعى ورضى ضحوا وضحيا : أصابته الشمس»

[٤] يمض جسده : يبالغ فى نهكه

[٥] أى : خوف أن تبيت بنقمة من اللّه ورزية تذهب بنعيمك ، وقد وقعت بمعاصيه فى طرق سطوته وتعرضت لانتقامه

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 240
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست