يا أيّها الإنسان ، ما جرّأك على ذنبك ،
وما غرّك بربّك ، وما آنسك بهلكة نفسك؟ أما من دائك بلول [٢] ، [أم] ليس من نومك يقظة؟ أما ترحم من
نفسك ما ترحم من غيرك؟ فربّما ترى الضّاحى من حرّ الشّمس فتظلّه [٣] ، أو ترى المبتلى بألم يمضّ جسده [٤] فتبكى
رحمة له ، فما صبّرك على دائك ، وجلّدك بمصابك ، وعزّاك عن البكاء على نفسك وهى
أعزّ الأنفس عليك؟ وكيف لا يوقظك خوف بيات نقمة [٥] وقد
تورّطت بمعاصيه مدارج سطواته ، فتداو من داء
[١] أدحض : خبر
محذوف ، تقديره الانسان ، ودحضت الحجة ـ كمنع ـ : بطلت ، و «أبرح بنفسه» أى : أعجبته
بجهالتها
[٢] بل من مرضه يبل
ـ كقل يقل ـ بلولا : حسنت حاله بعد هزال
[٣] ضحا ضحوا : برز
فى الشمس ، وفى المختار «ضحى للشمس ـ بكسر الحاء ـ ضحاء ـ بالفتح والمد ـ أى : برز
لها ، وضحى يضحى ـ كسعى يسعى ـ ضحاء أيضا ـ بالفتح والمد مثله ـ» اه وفى القاموس «ضحا
ضحوا وضحوا وضحيا ـ الأول بفتح فسكون ، والثانى بضمتين ، والثالث بضم فكسر ـ برز
للشمس ، وكسعى ورضى ضحوا وضحيا : أصابته الشمس»