نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 232
أولئكم سلف غايتكم [١] وفرّاط مناهلكم ، الّذين كانت لهم
مقاوم العزّ ، وحلبات الفخر ، ملوكا وسوقا ، سلكوا فى بطون البرزخ سبيلا [٢] سلّطت الأرض عليهم فيه ، فأكلت من لحومهم
، وشربت من دمائهم ، فأصبحوا فى فجوات قبورهم جمادا لا ينمون ، وضمارا لا يوجدون ،
لا يفزعهم ورود الأهوال ، ولا يحزنهم تنكّر الأحوال ، ولا يحفلون بالرّواجف ، ولا
يأذنون للقواصف ، غيّبا لا ينتظرون ، وشهودا لا يحضرون ، وإنّما كانوا جميعا
فتشتّتوا ، وألاّفا فافترقوا [٣]
، وما عن طول عهدهم ولا بعد محلّهم عميت أخبارهم ، وصمّت ديارهم [٤] ،
ولكنّهم سقوا كأسا بدّلتهم بالنّطق خرسا ،
[١] سلف الغاية : السابق
إليها ، وغايتهم : حد ما ينتهون إليه ، وهو الموت ، والفراط : جمع فارط ، وهو
كالفرط ـ بالتحريك ـ : متقدم القوم إلى الماء ليهيىء لهم مواضع ما تشرب الشاربة من
النهر مثلا ، ومقاوم : جمع مقام ، والحلبات : جمع حلبة ـ بالفتح ـ وهى الدفعة من
الخيل فى الرهان ، أو هى الخيل تجتمع للنصرة من كل أوب. والسوق ـ بضم ففتح ـ جمع
سوقة ـ بالضم ـ بمعنى الرعية
[٢] البرزخ : القبر ،
والفجوات : جمع فجوة ، وهى الفرجة ، والمراد منها شق القبر ، و «لا ينمون» من
النمو وهو الزيادة من الغذاء ، والضمار ـ ككتاب ـ : المال لا يرجى رجوعه ، وخلاف
العيان ، ولا يحفلون ـ بكسر الفاء ـ أى : لا يبالون والرواجف : جمع راجفة ، وهى
الزلزلة توجب الاضطراب ، والقواصف : من «قصف الرعد» إذا اشتدت هدهدته ، وأذن له : استمع