نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 231
سكنت ، ولأن يكونوا
عبرا أحقّ من أن يكونوا مفتخرا ، ولأن يهبطوا بهم جناب ذلّة أحجى من أن يقوموا بهم
مقام عزّة [١]!!
لقد نظروا إليهم بأبصار العشوة [٢]
وضربوا منهم فى غمرة جهالة ، ولو استنطقوا عنهم عرصات تلك الدّيار الخاوية [٣] والرّبوع الخالية ، لقالت ذهبوا فى
الأرض ضلاّلا ، وذهبتم فى أعقابهم جهّالا ، تطأون فى هامهم [٤] ،
وتستثبتون فى أجسادهم وترتعون فيما لفظوا ، وتسكنون فيما خرّبوا ، وإنّما الأيّام
بينكم وبينهم بواك ونوائح عليكم [٥]
[١] أحجى : أقرب
للحجى ، أى : العقل ، فان موت الآباء دليل الفناء ، ومن عاقبته فناء كيف يفتخر
[٢] العشوة ـ مثلث
العين ـ ركوب الأمر على غير بيان ، وبفتح العين ليس غير : الظلمة. وأما سوء البصر
فعشا ـ بالقصر ـ
[٣] الخاوية : المتهدمة
، والربوع : المساكن ، والضلال ـ كعشاق ـ : جمع ضال
[٤] جمع هامة : أعلى
الرأس و «تستثبتون» أى : تحاولون إثبات ما تثبتون من الأعمدة والأوتاد والجدران فى
أجسادهم لذهابها ترابا وامتزاجها بالأرض التى تقيمون فيها ما تقيمون ، ويروى «وتستنبتون
فى أجسادهم» أى : تزرعون النبات فى أجسادهم ، وذلك لأن أديم الأرض الظاهر إذا كان
من أبدان الموتى فالزرع لا محالة يكون ثابتا فى الأجزاء الترابية التى هى أبدان
الحيوانات ، وترتعون : تأكلون وتتلذذون بما لفظوه ، أى : طرحوه وتركوه
[٥] بواك : جمع باكية ،
ونوائح : جمع نائحة ، وبكاء الأيام على السابقين واللاحقين حفظها لما يكون من
مصابهم
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 231