responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 205

فى اليوم واللّيلة خمس مرّات ، فما عسى أن يبقى عليه من الدّرن؟! وقد عرف حقّها رجال من المؤمنين الّذين لا تشغلهم عنها زينة متاع ، ولا قرّة عين من ولد ولا مال. يقول اللّه سبحانه : «رِجٰالٌ لاٰ تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَلاٰ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اَللّٰهِ وَإِقٰامِ اَلصَّلاٰةِ وَإِيتٰاءِ اَلزَّكٰاةِ». وكان رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وآله وسلّم نصبا بالصّلاة [١] بعد التّبشير له بالجنّة ، لقول اللّه سبحانه : «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاٰةِ وَاِصْطَبِرْ عَلَيْهٰا» فكان يأمر أهله ، ويصبر عليها نفسه.

ثمّ إنّ الزّكاة جعلت مع الصّلاة قربانا لأهل الاسلام ، فمن أعطاها ، طيّب النّفس بها ، فانّها تجعل له كفّارة ، ومن النّار حجازا ووقاية. فلا يتبعنّها أحد نفسه [٢] ، ولا يكثرنّ عليها لهفه ، فانّ من أعطاها غير طيّب النّفس بها يرجو بها ما هو أفضل منها فهو جاهل بالسّنّة ، مغبون الأجر ، ضالّ العمل ، طويل النّدم.

ثمّ أداء الأمانة ، فقد خاب من ليس من أهلها ، إنّها عرضت على السّموات


[١] نصبا ـ بفتح فكسر ـ أى : تعبا

[٢] أى : من أعطى الزكاة فلا تذهب نفسه مع ما أعطى تعلقا به ولهفا عليه. ومغبون الأجر : منقوصه ، وأصله من «غبنه فى البيع» ـ من باب ضرب ـ إذا خدعه فأعطاه أقل مما أخذ منه ، وقد غبن ـ مبنيا للمجهول ـ فهو مغبون

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست