نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 206
المبنيّة ، والأرضين
المدحوّة [١]
، والجبال ذات الطّول المنصوبة فلا أطول ولا أعرض ولا أعلى ولا أعظم منها ، ولو
امتنع شىء بطول أو عرض أو قوّة أو عزّ لامتنعن ، ولكن أشفقن من العقوبة ، وعقلن ما
جهل من هو أضعف منهنّ وهو الإنسان «إِنَّهُ كٰانَ ظَلُوماً جَهُولاً»
إنّ اللّه ـ سبحانه وتعالى ـ لا يخفى عليه ما العباد مقترفون فى ليلهم ونهارهم [٢] لطف به خبرا ، وأحاط به علما ، أعضاؤكم
شهوده ، وجوارحكم جنوده ، وضمائركم عيونه ، وخلواتكم عيانه.
١٩٥ ـ ومن كلام له عليه
السّلام
واللّه ما معاوية بأدهى منّى ، ولكنّه
يغدر ويفجر ، ولو لا كراهية الغدر لكنت من أدهى النّاس ، ولكن كلّ غدرة فجرة ، ولكلّ
فجرة كفرة ، ولكلّ غادر لواء يعرف به يوم القيامة ، واللّه ما أستغفل بالمكيدة ، ولا
أستغمز بالشّديدة [٣]
،
[٢] «مقترفون» أى : مكتسبون
، والخبر ـ بضم الخاء ـ : العلم ، واللّه لطيف العلم بما يكسبه الناس ، أى : دقيقه
، كأنه ينفذ فى سرائرهم كما ينفذ لطيف الجواهر فى مسام الأجسام ، بل هو أعظم من
ذلك. والعيان ـ بكسر العين ـ : المعاينة والمشاهدة وهو مصدر «عاين الأمر» إذا
شاهده ورآه بعينه
[٣] «لا أستغمز» ـ بالبناء
للمجهول ـ أى : لا أستضعف بالقوة الشديدة ، والمعنى
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 206