نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 20
١٢٨ ـ ومن خطبة له عليه
السّلام
نحمده على ما أخذ وأعطى ، وعلى ما أبلى
وابتلى [١]
الباطن لكلّ خفيّة [٢]
والحاضر لكلّ سريرة ، العالم بما تكنّ الصّدور ، وما تخون العيون ، ونشهد أن لا
إله غيره ، وأنّ محمّدا نجيبه وبعيثه [٣]
شهادة يوافق فيها السّرّ الإعلان والقلب اللّسان.
منها : فإنّه واللّه الجدّ لا اللّعب ،
والحقّ لا الكذب ، وما هو إلاّ الموت قد أسمع داعيه [٤] وأعجل
حاديه ، فلا يغرّنّك سواد النّاس من نفسك [٥]
[١] الابلاء : الاحسان
والانعام ، تقول : قد أبلاه اللّه بلاء حسنا ، أى : أعطاه ، وقال زهير بن أبى سلمى
المزنى : ـ جزى اللّه بالاحسان ما فعلا بكم وأبلاهما خير البلاء الذى يبلو والابتلاء
: الامتحان ، وأصل الابتلاء إنزال مضرة بالانسان على سبيل الاختبار كالمرض والفقر
، وقد يكون الابتلاء الاختبار بالخير ، إلا أن أكثر ما يستعمل فى الشر ، وقال
اللّه تعالى : «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَاَلْخَيْرِ
فِتْنَةً»
[٢] الباطن : العالم
، تقول : بطنت الأمر ، أى : خبرته وعرفت بواطنه
[٤] أى : إن الداعى إلى
الموت قد أسمع بصوته كل حى ، فلا حى إلاّ هو يعلم أنه يموت و «أعجل حاديه» أى : إن
الحادى لسير المنايا إلى منازل الأجسام ـ لاخلائها من سكنة الأرواح. ـ قد أعجل
المدبرين عن تدبيرهم وأخذهم قبل الاستعداد لرحيلهم ، و «من» فى قوله «فلا يغرنك
سواد الناس من نفسك» إما أن تكون بمعنى الباء ، أى : لا يغرنك الناس بنفسك وصحتك وشبابك
فتستبعد الموت اغترارا بذلك ، فتكون حينئذ متعلقة بيغر ، وإما أن تكون على أصلها وحينئذ
فهى متعلقة بمحذوف تقديره متمكنا من نفسك وراكنا إليها