نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 180
فيما عقد بينهم من
حبل هذه الألفة : الّتى ينتقلون فى ظلّها ، ويأوون إلى كنفها ـ بنعمة لا يعرف أحد
من المخلوقين لها قيمة ، لأنّها أرجح من كلّ ثمن ، وأجلّ من كلّ خطر.
واعلموا أنّكم صرتم بعد الهجرة أعرابا [١] ، وبعد الموالاة أحزابا ، ما تتعلّقون
من الإسلام إلاّ باسمه ، ولا تعرفون من الإيمان إلاّ رسمه!! تقولون «النّار ولا
العار» ، كأنّكم تريدون أن تكفئوا الإسلام على وجهه انتهاكا لحريمه ، ونقضا
لميثاقه [٢]
الّذى وضعه اللّه لكم حرما فى أرضه ، وأمنا بين خلقه ، وإنّكم إن لجأتم إلى غيره
حاربكم أهل الكفر ، ثمّ لا جبرائيل ولا ميكائيل ولا مهاجرون ولا أنصار ينصرونكم ، إلاّ
المقارعة بالسّيف حتّى يحكم اللّه بينكم.
وانّ عندكم الأمثال من بأس اللّه وقوارعه
، وأيّامه ووقائعه ، فلا تستبطئوا وعيده جهلا بأخذه ، وتهاونا ببطشه ، ويأسا من
بأسه ، فانّ اللّه ـ سبحانه ـ لم يلعن القرن الماضى بين أيديكم إلاّ لتركهم الأمر
بالمعروف والنّهى عن
[١] أى : صرتم من
أعراب البادية الذين يكتفى فى إسلامهم بذكر الشهادتين ، وإن لم يخالط الأيمان
قلوبهم ، بعد أن كنتم من المهاجرين الصادقين ، والموالاة : المحبة ، والأحزاب
المتفرقون : المتقاطعون.