responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 179

فانظروا إلى مواقع نعم اللّه عليهم ، حين بعث إليهم رسولا [١] فعقد بملّته طاعتهم ، وجمع على دعوته ألفنهم ، كيف نشرت النّعمة عليهم جناح كرامتها ، وأسالت لهم جداول نعيمها ، والتفّت الملّة بهم فى عوائد بركتها [٢] ، فأصبحوا فى نعمتها غرقين ، وفى خضرة عيشها فكهين [٣]؟! قد تربّعت الأمور بهم [٤] فى ظلّ سلطان قاهر ، وآوتهم الحال إلى كنف عزّ غالب ، وتعطّفت الأمور عليهم فى ذرى ملك ثابت ، فهم حكّام على العالمين ، وملوك فى أطراف الأرضين : يملكون الأمور على من كان يملكها عليهم ، ويمضون الأحكام فيمن كان يمضيها فيهم ، لا تغمز لهم قناة [٥] ، ولا تقرع لهم صفاة!! ألا وإنّكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطّاعة ، وثلمتم حصن اللّه المضروب عليكم بأحكام الجاهليّة [٦] ، وإنّ اللّه ـ سبحانه ـ قد امتنّ على جماعة هذه الأمّة


[١] هو نبينا صلى اللّه عليه وآله وسلم

[٢] يقال «التف الحبل بالحطب» إذا جمعه ، فملة محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم جمعتهم بعد تفرقهم وجعلتهم جميعا فى بركاتها العائدة إليهم

[٣] راضين طيبة نفوسهم

[٤] تربعت : أقامت

[٥] هذا وما بعده كناية عن القوة والامتناع من الضيم ، والقناة : الرمح ، وغمزها : جسها باليد لينظر هل هى محتاجة للتقويم والتعديل فيفعل بها ذلك. والصفاة : الحجر الصلد ، وقرعها : صدمها لتكسر

[٦] ثلمتم : خرقتم. وقوله «بأحكام الجاهلية» متعلق بثلمتم

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست