responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 175

الأغنياء من مترفة الأمم [١] فتعصّبوا لآثار مواقع النّعم ، فقالوا : «نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوٰالاً وَأَوْلاٰداً وَمٰا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ» فإن كان لا بدّ من العصبيّة فليكن تعصّبكم لمكارم الخصال ، ومحامد الأفعال ، ومحاسن الأمور الّتى تفاضلت فيها المجداء والنّجداء من بيوتات العرب ويعاسيب القبائل [٢] بالأخلاق الرّغيبة ، والأحلام العظيمة ، والأخطار الجليلة ، والآثار المحمودة. فتعصّبوا لخلال الحمد : من الحفظ للجوار [٣] ، والوفاء بالذّمام ، والطّاعة للبرّ ، والمعصية للكبر ، والأخذ بالفضل ، والكفّ عن البغى ، والإعظام للقتل ، والإنصاف للخلق ، والكظم للغيظ ، واجتناب الفساد فى الأرض واحذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المثلات [٤] بسوء الأفعال ، وذميم الأعمال ، فتذكّروا فى الخير والشّرّ أحوالهم ، واحذروا أن تكونوا أمثالهم


[١] المترف ـ على صيغة اسم المفعول ـ الموسع له فى النعم يتمتع بما شاء من الملذات. و «آثار مواقع النعم» ما ينشأ عنها من التعالى والتكبر. وعلة إبليس والأمم المترفة وإن كانت فاسدة إلا أنها شىء فى جانب ما تتعلل به القبائل فى مقاتلة بعضها بعضا

[٢] اليعاسيب : جمع يعسوب ، وهو أمير النحل ، ويستعمل مجازا فى رئيس القوم كما هنا. و «الأخلاق الرغيبة» : المرضية المرغوبة. والأحلام : العقول

[٣] الجوار ـ بالكسر ـ : المجاورة ، بمعنى الاحتماء بالغير من الظلم ، والذمام ـ ككتاب ـ : العهد

[٤] العقوبات

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست