responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 176

فإذا تفكّرتم فى تفاوت حاليهم [١] ، فالزموا كلّ أمر لزمت العزّة به شأنهم [٢] وزاحت الأعداء له عنهم ، ومدّت العافية فيه عليهم ، وانقادت النّعمة له معهم ، ووصلت الكرامة عليه حبلهم : من الاجتناب للفرقة [٣] واللّزوم للألفة ، والتّحاضّ عليها ، والتّواصى بها ، واجتنبوا كلّ أمر كسر فقرتهم [٤] وأوهن منّتهم : من تضاغن القلوب ، وتشاحن الصّدور ، وتدابر النّفوس ، وتخاذل الأيدى ، وتدبّروا أحوال الماضين من المؤمنين قبلكم : كيف كانوا فى حال التّمحيص والبلاء [٥]؟ ألم يكونوا أثقل الخلائق أعباء ، وأجهد العباد بلاء ، وأضيق أهل الدّنيا حالا؟ اتّخذتهم الفراعنة عبيدا ، فساموهم سوء العذاب ، وجرّعوهم المرار [٦] فلم تبرح الحال بهم فى ذلّ الهلكة ، وقهر


[١] من سعادة وشقاء

[٢] «لزمت العزة به شأنهم» أى : كان سببا فى عزتهم وما يتبعها من الأحوال الآتية ، و «مدت» أى : انبسطت

[٣] «من الاجتناب» بيان لأسباب العزة وبعد الأعداء وانبساط العافية وانقياد النعمة والصلة بحبل الكرامة

[٤] الفقرة ـ بالكسر والفتح ـ كالفقارة ـ بالفتح ـ ما انتظم من عظم الصلب من الكاهل إلى عجز الذنب. و «أوهن» أى : أضعف ، والمنة ـ بضم الميم ـ القوة

[٥] التمحيص : الابتلاء والاختبار

[٦] المرار ـ بضم ففتح ـ : شجر شديد المرارة تتقلص منه شفاه الابل إذا أكلته ، أى : جرعوهم عصارته

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست