نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 176
فإذا تفكّرتم فى تفاوت حاليهم [١] ، فالزموا كلّ أمر لزمت العزّة به
شأنهم [٢] وزاحت
الأعداء له عنهم ، ومدّت العافية فيه عليهم ، وانقادت النّعمة له معهم ، ووصلت
الكرامة عليه حبلهم : من الاجتناب للفرقة [٣]
واللّزوم للألفة ، والتّحاضّ عليها ، والتّواصى بها ، واجتنبوا كلّ أمر كسر فقرتهم
[٤] وأوهن منّتهم : من تضاغن القلوب ، وتشاحن
الصّدور ، وتدابر النّفوس ، وتخاذل الأيدى ، وتدبّروا أحوال الماضين من المؤمنين
قبلكم : كيف كانوا فى حال التّمحيص والبلاء [٥]؟ ألم يكونوا أثقل
الخلائق أعباء ، وأجهد العباد بلاء ، وأضيق أهل الدّنيا حالا؟ اتّخذتهم الفراعنة
عبيدا ، فساموهم سوء العذاب ، وجرّعوهم المرار [٦] فلم تبرح الحال بهم
فى ذلّ الهلكة ، وقهر