نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 169
ملكه ودوام عزّه
فقال : «ألا تعجبون من هذين يشرطان لى دوام العزّ وبقاء الملك وهما بما ترون من
حال الفقر والذّلّ ، فهلاّ ألقى عليهما أساور من ذهب؟!» إعظاما للذّهب وجمعه ، واحتقارا
للصّوف ولبسه. ولو أراد اللّه سبحانه لأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذّهبان
[١] ومعادن
العقيان ، ومغارس الجنان ، وأن يحشر معهم طير السّماء ووحوش الأرض لفعل ، ولو فعل
لسقط البلاء [٢]
وبطل الجزاء ، واضمحلّت الأنباء ، ولما وجب للقابلين أجور المبتلين ، ولا استحقّ
المؤمنون ثواب المحسنين ، ولا لزمت الأسماء معانيها [٣] ولكنّ اللّه سبحانه جعل رسله أولى قوّة
فى عزائمهم وضعفة فيما ترى الأعين من حالاتهم ، مع قناعة تملأ القلوب والعيون غنى
، وخصاصة تملأ الأبصار والأسماع أذى [٤]
[١] الذهبان ـ بضم
الذال ـ : جمع ذهب ، والعقيان نوع من الذهب ينمو فى معدنه
[٢] لو كان الأنبياء
بهذه السلطة لخضع لهم الناس كافة بحكم الاضطرار ، فسقط البلاء ـ أى : ما به يتميز
الخبيث من الطيب ـ ولم يبق محل للجزاء على خير أو شر ، فان الفعل اضطرارى. وبذلك
تضمحل أخبار السماء بالوعد والوعيد ، لعدم الحاجة ، ثم لا يكون للقابلين دعوة
الأنبياء أجور المبتلين ـ أى : الممتحنين بالشدائد ـ الصابرين على المكاره ، لاستوائهم
مع من قبل بالسطوة
[٣] فان الخضوع
بالرهبة يسمى إذ ذاك إيمانا ، مع أن الايمان فى الحقيقة هو الاذعان والتصديق ، فلا
يكون معنى الاسم لازما له