نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 167
الأدعياء الّذين
شربتم بصفوكم كدرهم ، وخلطتم بصحّتكم مرضهم [١]
وأدخلتم فى حقّكم باطلهم ، وهم أساس الفسوق ، وأحلاس العقوق ، اتّخذهم إبليس مطايا
ضلال ، وجندا بهم يصول على النّاس ، وتراجمة ينطق على ألسنتهم استراقا لعقولكم ، ودخولا
فى عيونكم ، ونفثا فى أسماعكم ، فجعلكم مرمى نبله [٢] ، وموطىء قدمه ، ومأخذ يده. فاعتبروا
بما أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم من بأس اللّه وصولاته ، ووقائعه ومثلاته [٣] ، واتّعظوا بمثاوى خدودهم [٤] ،
ومصارع جنوبهم. واستعيذوا باللّه من لواقح الكبر [٥] كما
تستعيذون [به] من طوارق الدّهر ، فلو رخّص اللّه فى الكبر لأحد من
[١] الأدعياء : جمع
دعى ، وهو من ينتسب إلى غير أبيه. والمراد منهم الأخساء المنتسبون إلى الأشراف ، والأشرار
المنتسبون إلى الأخيار. و «شربتم بصفوكم كدرهم» أى : خلطوا صافى إخلاصكم بكدر
نفاقهم ، وبسلامة أخلاقكم مرض أخلاقهم. والأحلاس : جمع حلس ـ بالكسر ـ : وهو كساء
رقيق يكون على ظهر البعير ملازما له ، أو هو كساء تبسط تحت حر الثياب ، فقيل لكل
ملازم لشىء هو حلسه ، وفى الحديث «كن حلس بيتك» أى : لا تبرحه ، والعقوق : العصيان
[٢] النبل ـ بالفتح
ـ : السهام العربية ، وهى مؤنثة ولا واحد لها من لفظها ، وقد جمعوها على نبال ـ كرجال
ـ وأنبال