نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 166
حتّى أعنقوا فى
حنادس جهالته [١]!
ومهاوى ضلالته ، ذللا على سياقه سلسا فى قياده ، أمرا تشابهت القلوب فيه ، وتتابعت
القرون عليه ، وكبرا تضايقت الصّدور به ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم
الّذين تكبّروا عن حسبهم ، وترفّعوا فوق نسبهم ، وألقوا الهجينة على ربّهم [٢] ، وجاحدوا اللّه على ما صنع بهم ، مكابرة
لقضائه ، ومغالبة لآلائه [٣]!!
فإنّهم قواعد أساس العصبيّة ، ودعائم أركان الفتنة ، وسيوف اعتزاء الجاهليّة [٤] ،
فاتّقوا اللّه ولا تكونوا لنعمه عليكم أضدادا ، ولا لفضله عندكم حسّادا! ولا
تطيعوا
[١] أعنقوا : من «أعنقت
الثريا» غابت ، أى غابوا واختفوا ، والحنادس : جمع حندس ـ بكسر الحاء ـ وهو الظلام
الشديد ، والمهاوى : جمع مهواة ، وهى الهوة التى يتردى فيها الصيد. والذلل : جمع
ذلول ، من الذل ـ بالضم ـ ضد الصعوبة ، والسياق هنا : السوق ، والسلس ـ بضمتين ـ جمع
سلس ـ ككتف ـ : وهو السهل ، والقياد من أمام كالسوق من خلف
[٢] الهجينة : الفعلة
القبيحة ، والتهجين : التقبيح ، وأصل هذه المادة الهجنة ـ بضم الهاء وسكون الجيم ـ
وهى فى الناس والخيل أن يكون الأب كريما والأم ليست كذلك ، وعكس هذا يسمى الاقراف
، وهو أن تكون الأم كريمة والأب ليس كذلك ، أى : إنهم باحتقار غيرهم من الناس قبحوا
خلق اللّه لهم
[٤] اعتزاء الجاهلية : تفاخرهم
بأنسابهم : كل منهم يعتزى ـ أى : ينتسب ـ إلى أبيه وما فوقه من أجداده ، وكثيرا ما
يجر التفاخر إلى الحرب ، وهى إنما تكون بدعوة الرؤساء ، فهم سيوفها
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 166