نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 150
ذاك حيث تكون ضربة السّيف على المؤمن
أهون من الدّرهم من حله [١]
، ذاك حيث يكون المعطى أعظم أجرا من المعطى [٢]
، ذاك حيث تسكرون من غير شراب بل من النّعمة والنّعيم ، وتحلفون من غير اضطرار ، وتكذبون
من غير إحراج [٣]
، [و] ذلك اذا عضّكم البلاء كما يعضّ القتب غارب البعير [٤] ما
أطول هذا العناء ، وأبعد هذا الرّجاء.
أيّها النّاس ، ألقوا هذه الأزمّة الّتى
تحمل ظهورها الأثقال من أيديكم [٥] ولا تصدّعوا على
سلطانكم فتذمّوا غبّ فعالكم ، ولا تقتحموا ما استقبلتم من فور نار الفتنة [٦] ،
وأميطوا عن سننها [٧]
وخلّوا قصد السّبيل لها ، فقد ـ لعمرى ـ يهلك فى لهبها المؤمن ، ويسلم فيها غير
المسلم.
[٤] القتب ـ محركا ـ الاكاف
، والغارب : ما بين العنق والسنام
[٥] الأزمة ـ كائمة ـ جمع
زمام ، والمراد بظهورها ظهور المذمومات بها والكلام عن ترك الآراء الفاسدة التى
يقاد بها قوم ويحملون أثقالا من الأوزار أى : لا تفرقوا ولا تختلفوا على إمامكم
فتقبح عاقبتكم فتذموها
[٦] فور النار : ارتفاع
لهبها ، أى : لا ترموا بأنفسكم فى الفتنة التى تقبلون عليها
[٧] «أميطوا» أى : تنحوا
عن طريقها ، وسيلوا عن وجهة سيرها ، وخلوا لها سبيلها التى استقامت عليها
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 150