نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 149
بها على ندّ مكاثر [١] ، ولا للاحتراز بها من ضدّ مثاور ، ولا
للازدياد بها فى ملكه ، ولا لمكاثرة شريك فى شركه ، ولا لوحشة كانت منه فأراد أن
يستأنس إليها. ثمّ هو يفنيها بعد تكوينها ، لا لسأم دخل عليه فى تصريفها وتدبيرها
، ولا لراحة واصلة إليه ، ولا لثقل شىء منها عليه. لم يملّه طول بقائها فيدعوه إلى
سرعة إفنائها ، لكنّه ـ سبحانه ـ دبّرها بلطفه ، وأمسكها بأمره ، وأتقنها بقدرته ،
ثمّ يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه إليها ، ولا استعانة بشىء منها عليها ، ولا
لانصراف من حال وحشة إلى حال استئناس ، ولا من حال جهل وعمى إلى حال علم والتماس ،
ولا من فقر وحاجة إلى غنى وكثرة ، ولا من ذلّ وضعة إلى عزّ وقدرة.
١٨٢ ـ ومن خطبة له عليه
السّلام
[يختص بذكر الملاحم]
ألا بأبى وأمّى هم من عدّة ، أسماؤهم فى
السّماء معروفة ، وفى الأرض مجهولة [٢]
ألا فتوقّعوا ما يكون من إدبار أموركم ، وانقطاع وصلكم ، واستعمال صغاركم.
[١] الند ـ بالكسر ـ
المثل ، والمكاثرة : المغالبة بالكثرة. يقال : كاثره فكثره أى : غلبه ، والمثاور :
المواثب المهاجم
[٢] يريد أهل الحق
الذين سترتهم ظلمة الباطل فى الأرض فجهلهم أهلها ، وأشرقت بواطنهم فأضاءت بها
السموات العلى فعرفهم سكانها
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 149