نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد جلد : 2 صفحه : 148
وأصناف أسناخها وأجناسها
[١] ومتبلّدة
أممها وأكياسها ، على إحداث بعوضة ما قدرت على إحداثها ، ولا عرفت كيف السّبيل إلى
إيجادها ، ولتحيّرت عقولها فى علم ذلك وتاهت ، وعجزت قواها وتناهت ، ورجعت خاسئة
حسيرة [٢] عارفة
بأنّها مقهورة ، مقرّة بالعجز عن إنشائها ، مذعنة بالضّعف عن إفنائها.
وإنّ اللّه ـ سبحانه ـ يعود بعد فناء
الدّنيا وحده لا شىء معه : كما كان قبل ابتدائها ، كذلك يكون بعد فنائها ، بلا وقت
ولا مكان ، ولا حين ولا زمان ، عدمت عند ذلك الآجال والأوقات [وزالت] والسّنون والسّاعات
، فلا شىء إلاّ الواحد القهّار الّذى إليه مصير جميع الأمور. بلا قدرة منها كان
ابتداء خلقها ، وبغير امتناع منها كان فناؤها ، ولو قدرت على الامتناع دام بقاؤها.
لم يتكاءده صنع شىء منها إذ صنعه [٣] ، ولم يؤده منها خلق ما خلقه وبرأه ، ولم
يكوّنها لتشديد سلطان ، ولا لخوف من زوال ونقصان ، ولا للاستعانة
[١] الأسناخ : الأصول
، واحدها سنخ ـ بكسر السين وسكون النون ـ والمراد منها الأنواع ، أى : الأصناف
الداخلة فى أنواعها. «والمتبلدة» أى : الغبية ، والأكياس : جمع كيس ـ بالتشديد ـ وهو
العاقل الحاذق