responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 146

وليس فى الأشياء بوالج [١] ولا عنها بخارج. يخبر لا بلسان ولهوات [٢] ويسمع لا بخروق وأدوات. يقول ولا يلفظ ، ويحفظ ولا يتحفّظ [٣] ويريد ولا يضمر ، يحبّ ويرضى من غير رقّة ، ويبغض ويغضب من غير مشقّة يقول لمن أراد كونه «كن» فيكون! لا بصوت يقرع ، ولا بنداء يسمع ، وإنّما كلامه ـ سبحانه ـ فعل منه [٤] أنشأه ، ومثله لم يكن من قبل ذلك كائنا ، ولو كان قديما لكان إلها ثانيا.

لا يقال كان بعد أن لم يكن فتجرى عليه الصفات المحدثات ولا يكون بينها وبينه فصل [٥] ولا له عليها فضل ، فيستوى الصّانع والمصنوع ، ويتكافأ المبتدع والبديع. خلق الخلائق على غير مثال خلا من غيره ، ولم يستعن على خلقها بأحد من خلقه ، وأنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال ، وأرساها


[١] «والج» أى : داخل. وتقول : ولج يلج ـ مثل وعد يعد ـ ولوجا ـ كجلوس ـ وأولجه غيره ، وفى التنزيل : «يُولِجُ اَللَّيْلَ فِي اَلنَّهٰارِ»

[٢] اللهوات ، ومثله اللهيات : جمع لهاة ، وهى : اللحمة فى سقف أقصى الفم وتجمع على «لها» أيضا

[٣] أى : لا يتكلف الحفظ «وَلاٰ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا وَهُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْعَظِيمُ»

[٤] «كلامه» أى : الألفاظ والحروف التى يطلق عليها كلام اللّه باعتبار ما دلت عليه وهى حادثة عند عموم الفرق ، ما خلا جماعة من الحنابلة ، أو المراد بالكلام هنا : ما أريد فى قوله تعالى : (قُلْ لَوْ كٰانَ اَلْبَحْرُ مِدٰاداً لِكَلِمٰاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ـ الآية) وهو على ما قال بعض المفسرين أعيان الموجودات

[٥] «ولا يكون» عطف على «تجرى»

نام کتاب : نهج البلاغة - ط مطبعة الإستقامة نویسنده : عبده، محمد    جلد : 2  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست